صرح بذلك الدكتور محمود عسكري آزاد و قال: بعد حادثة الزلزال في كرمانشاه في شهر تشرین الاول/نوفمبر من العام الماضي، قامت الحكومة و الجهات الداعمة و الناس باعمال و مبادرات كثیرة لتأمین احتیاجات المنكوبین بالزلزال. مثل تأمین أماكن للاسكان الموقت او الدائم و توزیع انواع المواد الغذائیة و الصحیة، لكن أحد الامور و القضایا التي لم یتم الانتباه الیها هو موضوع الاهتمام بتوفیر العمل او مكان عمل للذین فقدوا اماكن عملهم و الاجهزة و الالات التي كانوا یرتزقون منها خلال الزلزال الذي اصاب هذه المدینة و كذلك الذین فقدوا معیلهم او تعرض معیلهم الی الاعاقة بسبب الزلزال.
و اضاف: لم تتدخل اي مؤسسة او منظمة في هذا المجال بشكل علني، و حسب القانون ان هذه الفئة من المواطنین (الذین تعرضوا للزلزال) ینبغي ان تستلم رواتب من الجهات و المنظمات الداعمة. من جهة أخری حظیت مؤسسة البركة التابعة للجنة تنفیذ أمر سماحة الامام (ره) بخبرة ناجحة في توفیر الاعمال ذات المردود السریع، خاصة في المناطق المحرومة و المناطق القرویة. و لدیها مشروعین احدهما مشروع آسمان "مقررات الاستثمار الشعبیة و اشتغال الكوادر الانسانیة" و مشروع آفتاب "نظام ازالة الفقر و تعزیز القدرة الاقتصادیة للناس" فهي الان تقوم بتطبیق هذین المشروعین في مختلف أنحاء البلد.
و فیما یتعلق بمشاریع توفیر الاعمال ذات المردود السریع، صرح رئیس اللجنة الاداریة لمؤسسة البركة قائلاً: في مشروع "آسمان" یتم التعرف علی العوائل القرویة و تنظیمها، ثم یتم تعلیمها و تقدیم التسهیلات لها. و هذا الطرح من خلال تعزیز القدرة الاقتصادیة و الاجتماعیة للقرویین یؤدي الی تطویر الاعمال المنزلیة في القری و المناطق المحرومة. و في مشروع "آفتاب" ایضاً تقوم مؤسسة البركة بدعم القرویین الذین شرعوا بممارسة الاعمال المنزلیة او قاموا بتطویرها، في مجال التعلیب و التسویق و وضع العلامات التجاریة لها.
و استطرد الدكتور عسكري قائلاً: بما أنه كان قد تم تنفیذ هذین المشروعین من قبل في عدد من مناطق البلد و حققا نتائج ایجابیة ناجحة. تقرر بأمر من رئیس لجنة تنفیذ أمر سماحة الامام (ره) ان یتم اجراء هذین المشروعین للتعویض عن الاضرار التي تعرضت لها أعمال و مهن اهالي المنطقة التي تعرضت للزلزال في غرب البلد. و من هنا كانت البدایة حیث قام فریق البركة للتفتیش و الدراسة في المنطقة بممارسة عمله و التحقیق في هذا المجال. و كان الهدف من هذا التحقیق هو الحصول علی احصائیة لعدد العوائل التي تعرض معیلها للاعاقة في هذا الزلزال، و العوائل التي فقدت معیلها و كذلك الاشخاص الذین كانوا قد فقدوا اماكن و آلیات و اجهزة عملهم.
و صرح الدكتور عسكري: لقد تمكنا من خلال الامكانیات المحلیة المتوفرة و تعاون بعض المؤسسات مثل لجنة الامام الخمیني (ره) للاغاثة و منظمة سلامة البیئة ان نشخص هذه العوائل و اضاف بما أنه لم یدخل أحد قبلنا في هذا المجال، و لم تكن هناك معلومات مركزة و دقیقة، تمكنا في النهایة و بالتعاون مع المؤسسات المذكور ان نتعرف علی 301 اسرة في المدن و القری المختلفة في محافظة كرمانشاه و ان نضعها في قائمة الاسر التي یجب توفیر الدعم لها في مجال ممارسة الاعمال و المهن. و یذكر أنه من بین هذا العدد من العوائل 301 عائلة نلاحظ أن 126 عائلة كان معیلها رجلاً، فیما كانت المرأة معیلة لـ 175 أسرة.
و قال رئیس اللجنة الاداریة لمؤسسة البركة: بعد التعرف علی هؤلاء تم تقسیم الاعمال و المهن القي كانوا یمارسونها الی 21 مهنة، و نظراً الی النسیج و الطابع القروي لهذه المنطقة نلاحظ ان عدد كبیر منهم كان یرغب في ممارسة مهنة تربیة المواشي و الاحشایة المواشي ارسة لطابع القروي فیما کانت المرأة معیلة لـ 175 أسرةوادر الانسانیة" و مشروع آفتاب "نظام ازالة الفقر و تعزیز ام، كما ضمت قائمة الباحثین عن العمل اعمال و مهن مختلفة أخری مثل الحلاقة، الخیاطة، بیع الاقشمة، و حیاكة السجاد... و غیرها حیث كان هناك عدد كبیر یطالب بممارسة هذه المهن.
و أضاف الدكتور عسكري: بعد تحدید و تصنیف الاعمال و المهن، بدأنا عمل التأمین المالي. و ذلك لان العوائل المنكوبة بالزلزال لم یكن لدیها اي قدرة مالیة، و لذلك تم تخصیص مبلغ 45 ملیار ریال كمساعدة مجانیة لهذا الامر، حیث قامت مؤسسة البركة بتأمین 30 ملیرار و لجنة الامام الخمیني بتأمین 15 ملیار ریال من هذا المبلغ. اضافي الی هذاالمبلغ الذي تم تقدیمة كمساعدة مجانیة، تم تخصیص مبلغ مقداره 26 ملیار ریال كسلف (قرض الحسن) لتوفیر الاعمال و تطویر المشاغل و المهن في القری. و بهذا الشكل تم تخصیص مبلغ 235 ملیون ریال في اطار المساعدة المجانیة و تسهیلات القروض الحسن (القرض الحسن) لكل واحدة من هذه المهن و الاعمال.
و اشار الدكتور عسكري الی أن قسم من هذه الاموال تم تخصیصها لموضوع تعلیم الباحثین عن العمل، مثل بیع و شراء الاعمال التي یتم انجازها في المنزل فهذه المهنة رغم انها تبدو بسیطة الا انها تحتاج الی التعلیم ایضاً. و علی سبیل الماج الی التعلیم ایضاً. و الاموال تم تخصیصها لموضوع تعلیم الباحثین عن العمل، مثل بیع و شراء الاعمال التي یتم انجازها ثال ان مهنة تربیة المواشي لها اصول و مواصفات و اسالیب خاصة اذا تم رعایتها فان العائد المالي لها سیكون افضل و أكثر. فنحن اضافة الی المیسیرین الذین نرسلهم الی القری و المناطق المحرومة للتعلیم قد قمنا باعداد كراسات و نصوص عملیة تطبیقیة لكل واحدة من المهن و الاعمال الهدف منها تعلیم العمال و الناس اسالیب تساعدهم في مجال تحسین مستوی الانتاج و زیادة العائدات المالیة و تعلم المبادي و المواصفات الدولیة للاعمال.
و أكد رئیس اللجنة الاداریة لمؤسسة البركة بانه في برنامج دعم الاعمال في المناطق المنكوبة بالزلزال في محافظة كرمانشاه یتم الاشراف و بدقة علی كل مراحل الاعمال. و صرح قائلاً: و من بین 31 اسرة خضعت للدعم تم حتی الیوم تنفیذ القسم الاكبر من عملیات تنفیذالاعمال المتعلقة بهم. فبعضهم بدأ اعماله الاعماریة، و البعض الاخر قد انجز كل أعماله التنفیذیة. و حسب الجدول الزمني الذی حددناه ینبغي ان یتم حتی شهر شباط القادم تجهیز العمل لكل هذه العوائل (301 عائلة) و ان تكون هذه العوائل قد وصلت الی مرحلة كسب الاموال.
و حسب تعبیر الدكتور عسكري ان دعم توفیر فرص العمل في محافظة كرمانشاه المنكوبة بالزلزال یمكنه ان یكون نموذجاً لتوفیر و تطویر و تنمیة الاعمال ذات المردود السریع في بقیة القری و المناطق المحرومة من البلد.
و اشار في هذا السیاق: ان هذا العمل یمكن تنمیة و تطویره بعنوان عمل نموذجي و تطبیقه في بقیة المناطق فهذا العمل هو في صالح اقتصاد البلد، و یمكنه ان یترك تأثیراً كبیراً في مجال ادارة و ازالة الكثیر من الازمات و المشاكل و منها الهجرة و الحرمان. و الحقیقة أنه من أجل ان یبقی القرویون في قراهم ینبغي ان نوفر لهم مصادر للعائدات المالیة. و ذلك لاننا لانستطیع من خلال تعبید الطرق و القیام باعمال الاعم و یمکنه ان یترک تأثیراً کبیراً في مجال ادارة لاعمال ذات اریة -رغم حاجة القری لها- ان نقنع القرویین في البقاء في القری.
و نوه رئیس اللجنة الاداریة لمؤسسة البركة و قال: قد تم في السنوات الماضیة و في ظل الحكومات المختلفة تقدیم تسهیلات لتوفیر الاعمال في القری، لكن بالنظر الی انه لم یتم دراسة موضوع التعلیم في مجال العمل بالشكل المطلوب، كما أنه لم یتم اعداد خطة عمل للمهن المختلفة و لم یكن هناك رقابة و اشراف جید علی الاعمال فان الكثیر من المساعدات (التسهیلات-القروض) بشكل عام لم تحقق مبتغاها و لم نحقق النتائج المنشودة المتوقعة منها. و استمر الدكتور عسكري قائلاً: عندما نسلم المصادر المالیة الی الشخص الذي یتقدم بطلب للحصول علی هذه الاموال في المناطق المحرومة دون اي رقابة او تعلیم و تدریب. فأن العمل الذي سیبدأه هذا الشخص سیواجه بلاشك الفشل و بالنتیجة سیتبدل الفرد المحروم الی فرد محروم و مدیون. و قد رأینا في السنوات الماضیة نماذج من هؤلاء الاشخاص في القری و المناطق المحرومة من البلد.
و أكد بأن العمل في مشروع مؤسسة البركة لتوفیر الاعمال، لیس بالشكل الذي یظن به البعض یعني ان نقدم القروض الی الاشخاص و نتركهم علی هواهم. و قال: في هذا المشروع یتم و بشكل كامل تنفیذ كل الامور المتعلقة بالعمل مثل التعلیم و التدریب، و الدعم و الاشرف بالتعاون مع الجهات المحلیة المسؤولة. و نحن نحاول الی جانب تقدیم الدعم المالي ان نأخذ بنظر الاعتبار جمیع المتغیرات الاخری و ان ندعم من جمیع الجهات لینجز عمله أو مشروعه و ان یصل الی مرحلة الحصول علی عائدات مالیة كي لایذهب دعمنا المالي سداً.